Wednesday, January 11, 2012

كتاب: من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ( المقاربة الميكروسردية)

المبحث الثاني: المستوى التصنيفي:


عندما ينتهي الناقد من دراسة المجموعات القصصية أو مجموعة ما أو مجموعة من النصوص القصصية القصيرة جدا، فمن الأجدى والأفضل أن يصنف المبدع داخل تيار فني أو جمالي معين أو يدرجه ضمن حركة أدبية أو فنية لها مقومات وسمات معينة.
وإليكم نموذجا نقديا تصنيفيا نحدد فيه السمات الفنية والجمالية لكل مبدع على حدة في مجال القصة القصيرة جدا بالمغرب:


" إذا كان حسن برطال في مجال القصة القصيرة جدا كاتبا شعبيا، ومصطفى لغتيري كاتبا مثقفا ذهنيا، وجمال بوطيب كاتبا ساخرا،وعز الدين الماعزي كاتبا طفوليا، وعبد الله المتقي كاتبا ماجنا، وسعيد منتسب كاتبا اجتماعيا، فإن سعيد بوكرامي كان كاتبا شاعريا تجريديا بامتياز.
وعليه، فلقد تناول سعيد بوكرامي قضايا ذاتية ومجتمعية وإنسانية جادة وهامة ومصيرية. وعبر عنها بريشة تجريدية قوامها السخرية والتلوين الشاعري والتشكيل البصري الموحي الممزوج بأدب الخواطر و الصور البيانية الانزياحية التي تثير القارئ وتربكه بالاستعارات السردية المعقدة الموغلة في الغموض تارة والإبهام تارة أخرى.
ومن هنا، فعلى المتلقي المفترض لقصص سعيد بوكرامي أن يكون متسلحا بكل طرائق التأويل ومناهج التحليل والمقاربة النصية قصد تفكيك شفرات نصوص الكاتب التي تتسم بالعناد والتمرد، وتستعصي في وحشيتها وشراستها حتى على النقاد المروضين للنصوص الأدبية الحداثية الغامضة ، والمتخصصين في التفكيك والتشريح الأدبي؛ بسبب طغيان التجريد والإكثار من السرد المجازي، وتخريب النسق الدلالي ، وتهلهل النسيج القصصي لهيمنة خطاب الحذف والإضمار والفراغ الدلالي وكثرة نقط البياض و انتشار أيقونات الحذف الملغزة."

No comments:

Post a Comment