Wednesday, January 11, 2012

كتاب: من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ( المقاربة الميكروسردية)

كتاب: من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ( المقاربة الميكروسردية)

الدكتور جميل حمداوي

من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا
( المقاربة الميكروسردية)


إهــــــــــداء



أهدي هذا الكتاب المتواضع إلى والدي العزيزين وبالضبط إلى والدتي رحمها الله داعيا الله أن يسقيها بشآبيب الرحمة والغفران ويسكنها فسيح الجنان، كما أهدي هذا السفر إلى أفراد عائلتي الصغيرة والكبيرة.



المقدمــــــــة


تطرح مقاربة القصة القصيرة جدا كثيرا من الصعوبات النظرية والمنهجية والتطبيقية، فما زال هذا الفن الجديد والمستحدث في ساحتنا الثقافية العربية في حاجة ماسة إلى أدوات تقنية وتصورات نظرية ومفاهيم إجرائية لتقويم نصوص القصة القصيرة جدا ودراستها صياغة ودلالة ومقصدية.
هذا، وقد وجدنا في ساحتنا الثقافية العربية الحديثة والمعاصرة مجموعة من النقاد والدارسين يقاربون القصة القصيرة جدا بمفاهيم النقد الروائي أو بمكونات القصة القصيرة أو على ضوء مناهج نقدية تأويلية خارجية كالمنهج النفسي أو المنهج الاجتماعي أو المنهج الفني أو المنهج التأثري الانطباعي ، أو يتسلحون بأدوات الشكلانية الروسية أو بتقنيات النقد الجديد كما لدى ألان روب غرييه وجان ريكاردو وميشيل بوتور أو الانطلاق من آليات البنيوية السردية كما عند رولان بارت وفليب هامون وجوليا كريستيفا أو كلود بريموند أو جيرار جنيت، فيشرع هؤلاء النقاد العرب المعاصرون في الحديث عن القصة من خلال التركيز على الأحداث والشخصيات والفضاء المكاني والزماني. وبعد ذلك، ينتقلون إلى دراسة الخطاب بالتركيز على الراوي والمنظور السردي ودراسة الوصف والصيغة التعبيرية والتزمين السردي كما هو الشأن مع الناقد التونسي عبد الدائم السلامي الذي قارب قصص المبدعين المغربيين: عبد الله المتقي ومصطفى لغتيري على ضوء المقاربة السردية في كتابه القيم" شعرية الواقع في القصة القصيرة جدا".

وهناك في المقابل، دراسات نقدية حاولت مقاربة القصة القصيرة جدا بأدوات هذا الجنس الأدبي الجديد وبمفاهيمه النظرية والتطبيقية كما هو حال كتاب:" القصة القصيرة جدا" للدكتور أحمد جاسم الحسين ، وكتاب:" القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق" للدكتور يوسف حطيني ، وكتاب:" الماكروتخييل في القصة القصيرة جدا بالمغرب" للدكتور عبد العاطي الزياني ،وكتابا "القصة القصيرة جدا بالمغرب" ، و" خصائص القصة القصيرة جدا عند الكاتب السعودي حسن علي بطران" للدكتور جميل حمداوي …
ومن هنا، فقد طرحنا منهجية نقدية جديدة، تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي ، لمقاربة القصة القصيرة جدا ، وقد سميناها :"المقاربة الميكروسردية" ؛ لكونها تتعامل مع المكونات الداخلية للقصة القصيرة جدا وشروطها الخارجية مع الانفتاح على مكونات الأجناس الأدبية الأخرى.
وقد اشتققنا مصطلح الميكروسردية من الكلمة الإسبانية microrrelatos المعروفة في الأدب الإسباني وأدب أمريكا اللاتينية ، والذي يعني في دلالاته الحرفية القصة القصيرة جدا. ومن هنا، فالمقاربة الميكروسردية التي وضعنا تسميتها الاشتقاقية عنوانا ومفهوما وتوليدا واصطلاحا تتكون من كلمة ميكرو، أي القصير جدا أو العنصر الجزيئي في غاية الدقة واللاتناهي، وكلمة سردي التي تحيل على الحكي القصصي والكتابات السردية التي ينتمي إليها فعل الحكي والقص.
إذا، ماهي مستويات المقاربة الميكروسردية؟ وماهي مكوناتها الداخلية وشروطها الخارجية؟ وماهي مقاييسها النقدية ومعاييرها التحليلية ؟ وماهي المصطلحات النقدية التي يمكن الاستعانة بها للإحاطة بالنص الأدبي وتطويقه دلاليا وفنيا وجماليا؟


No comments:

Post a Comment