Wednesday, January 11, 2012

كتاب: من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ( المقاربة الميكروسردية)

الفصل الثالث:


المستوى الاستنتاجي








المبحث الأول: المستوى الرؤيوي:


من إيجابيات النص القصصي القصير جدا أنه يحمل تصورا للعالم ويستهدي برؤية فلسفية تعطينا نظرة الكاتب إلى الوجود والإنسان والقيم والمعرفة في شكل نسق تصوري متماسك ومنسجم. وكل نص قصصي يخلو من هذه الرؤى الفلسفية فهو نص جاف ومترهل وناقص وفارغ من الحمولات الإبداعية الحقيقية. ويعني هذا أن النص لابد أن يحمل رسالة أو أطروحة هادفة لتكون مفتاحا لرصد العمل أو شخصية المبدع أو العصر فهما وتفسيرا
ونقدم لكم الآن نموذجا تحليليا مبنيا على دراسة الرؤى الفلسفية في الكتابة النسائية المغربية في مجال القصة القصيرة جدا:


" تمتاز القصص القصيرة جدا للمبدعات المغربيات الأربع على المستوى الدلالي بالقيم الخلافية التالية:
* انطلاق فاطمة بوزيان في مجموعتها القصصية القصيرة جدا"ميريندا" من الرؤية الرقمية التي تنظر إلى الشخصيات البشرية ككائنات رقمية إلكترونية ممسوخة ومستلبة ومشيأة؛
* اهتمام وفاء الحمري في مجموعتها " بالأحمر الفاني" بالرؤية القومية من خلال تجاوز الهموم الذاتية والقضايا المحلية والوطنية نحو الاهتمام بقضايا الأمة العربية الإسلامية ولاسيما تعاطفها الكبير مع القضية الفلسطينية، كما أنها تعالج قضاياها الذاتية والقومية على ضوء الرؤية الإسلامية تناصا وتشكيلا وإبداعا؛
* استهداء السعدية باحدة في مجموعتها:" وقع امتداه..ورحل" بالرؤية الفانطاستيكية الكروتيسكية القائمة على التحولات الامتساخية البشعة ، حيث تتحول الكائنات الإنسانية إلى حيوانات ماكرة وخادعة وذوات مشوهة ممسوخة عضويا ونفسيا و قيميا؛
* انطلاق الزهرة رميج في مجموعتها القصصية:" عينما يومض البرق" من الرؤية الواقعية الانتقادية في رصدها للهموم الذاتية والموضوعية، كما أنها الكاتبة الموضوعية الوحيدة التي دافعت عن الرجل إلى حد ما، فانتقدت المرأة المغرورة والمتبجحة انتقادا شديدا."

No comments:

Post a Comment