Sunday, April 22, 2012

نظريات وظائــــف اللغـــــة الدكتور جميل حمداوي

نظريات وظائــــف اللغـــــة الدكتور جميل حمداوي 
توطئـــــة: من المعلوم أن من أهم القضايا التي انصبت عليها اللسانيات الحديثة والمعاصرة منذ ظهور كتاب:" محاضرات في اللسانيات العامة" مع فرديناند دو سوسير (Ferdinand de Saussure ) سنة 1916م قضية وظائف اللغة. وقد عرف دو سوسير اللغة بأنها نظام من العلامات وظيفتها الأولى هي التواصل[1]. ومن ثم، بدأ الدارسون في تتبع وظائف اللغة، وترتيبها، وتصنيفها، وتنميطها، في ضوء نظريات وتصورات مختلفة. ومن بين هذه النماذج النظرية التصنيفية التي اهتمت بتجميع وظائف اللغة بشكل من الأشكال، يمكن الحديث عن التصور التواصلي، والتصور السردي، والتصور التداولي، والتصور المنطقي، والتصور الفلسفي، والتصور الثقافي، والتصور النفسي، والتصور التربوي، والتصور السيميائي، والتصور الأنتروبولوجي...ومن بين الدارسين الذين اهتموا بوظائف اللغة، نستحضر كلا من: كارل بوهلر(Bühler)، وكارل بوبر(Karl Popper)، ومالينوفسكي (Malinowski)، ورومان جاكبسون (Jakobson )، وبريتون (Britton)، وموريس (Morris)، وهاليداي(Halliday)، ورولان بارت (R.Barthes) ، ودوكرو (Ducrot) ، وغيرهم... وإن كان الاهتمام بوظائف اللغة قد طرح في الحقيقة على محك النقاش في مدرسة براغ التشيكية من جهة، وفي المدرسة البنيوية الفرنسية الوظيفية من جهة أخرى.إذاً، ماهي الوظيفة اللغوية؟ وكيف تعامل الباحثون والدارسون مع وظائف اللغة الإنسانية ؟ وماهي أهم النماذج النظرية التي استخدموها في تحديد وظائف اللغة ؟ هذا ما سوف نرصده في موضوعنا هذا. ¯ مفـــهوم الوظيفــة اللغويـــة: نعني بالوظيفة ( (Functionذلك الدور الذي يؤديه عنصر لغوي ما داخل ملفوظ ما، أو داخل نص أو خطاب ما ، مثل: الفونيم (الصوت)، والكرافيم ( الوحدة الخطية)، والمورفيم (المقطع الصرفي)، والمونيم (الكلمة)، والمركب(العبارة)، والجملة، والصورة البلاغية ، أو ذلك الدور الذي يؤديه العنصر السيميائي من رمز، وإشارة، وأيقون، وصورة، ومخطط داخل سياق تواصلي ما ...وهكذا، فالفاعل النحوي له داخل الجملة دور معين، ووظيفة نحوية، والفعل له وظيفة محددة، والمفعول به له وظيفة كذلك، والحروف والظروف لها وظائف معينة. بمعنى أن كل عنصر لغوي له وظيفة ما داخل وضعية تواصلية معينة. وقد تهيمن داخل جملة أو نص أو ملفوظ ما وظيفة محددة على باقي الوظائف الأخرى.وهنا، نتحدث – إذاً- عن الوظائف الأساسية والوظائف الثانوية. ومن ثم، فقد ارتبط الاهتمام بالوظيفة في إطار المدرسة اللسانية التشيكية براغ (Prague)، والمدرسة اللسانية البنيوية الوظيفية ، ومن أهم اللسانيين الوظيفيين، نستدعي: رومان جاكبسون(Roman Jakobson)، وتروبتسكوي(Nicolaï Troubetskoy)، وكارشفسكي(Sergei Karcevski)، وفندريس(J.Vendrysès) ، وبنيفنست(E.Beneveniste)، وأندري مارتينيه (A.Martinet)، وتانيير(L.Tesnière)، وكوجينحايم (G.Gougenheim)، وبرون(L.Brun)...[2] ¯ وظائف اللغة عند كارل بوهلر وكارل بوبر: كان الاهتمام بوظائف اللغة في الثقافة الغربية منذ سنة 1918م ، وذلك مع الباحث النفسي الألماني كارل بوهلر(Karl Bühler)[3]، ثم تبعه في ذلك كارل بوبر(Karl Popper) الذي أضاف سنة 1953م الوظيفة الرابعة إلى الوظائف الثلاث التي سطرها كارل بوهلر ، وهي الوظيفة الحجاجية. وقد انطلق كارل بوهلر من التصور النفسي في رصد وظائف اللغة التي ترتبط بالشخص المتكلم في علاقته بمجتمعه وثقافته، وهذه الوظائف الثلاث، هي: الوظيفة التعبيرية الانفعالية المرتبطة بالمرسل، والوظيفة التأثيرية الانتباهية المرتبطة بالمخاطب، والوظيفة التمثيلية المرتبطة بالمرجع. وكانت هذه الوظائف معروفة بشكل من الأشكال لدى الفيلسوف اليوناني أفلاطون. وقد تمثل اللغوي رومان جاكبسون بعض هذه الوظائف في نموذجه التواصلي بطريقة من الطرائق. ¯ وظائف اللغة حسب مالينوفسكي: قدم مالينوفسكي (Malinowski) تصورا أنتروبولوجيا في دراسة النص الثقافي في علاقته بسياقه التكويني[4]، وضمن بيئته التي تحيط به، وكل ذلك من أجل تحصيل الدلالة والوظيفة. وهكذا، فقد قام مالينوفسكي بدراسة استكشافية في إحدى جزر المحيط الهادي، حيث مواطن الشعوب البدائية الغريبة، مثل: أهالي تروبرياند (Trobriand)، وقد حاول مالينوفسكي التأقلم مع حياة هؤلاء ، فتعلم لغتهم، ثم تمثل طريقة عيشهم؛ مما مكن ذلك الباحث من التعرف على لغتهم ووظائفها التواصلية. وهكذا، استطاع مالينوفسكي أن يبرز وظائف أخرى للغة التواصلية، من بينها: الوظيفة البراجماتية، والوظيفة السحرية، كما حدد وظائف ثانوية أخرى للغة تتعلق بالسرد والحدث. ¯ وظائـــف اللغة عند بريتـــون: ينطلق بريتون (Britton) من التصور التربوي المتعلق بمجال التعليم[5]، ليحدد ثلاثة أنواع من الوظائف، وهي أولا، الوظيفة التبادلية (transactionnelle) التي تركز على تبادل الأحداث والأدوار ، والتشديد على وظائف العلاقات بين مختلف المتحدثين. وثانيا، الوظيفة التعبيرية (expressive). وثالثا، الوظيفة الشعرية (poétique). والهدف من كل هذه الوظائف هو تثبت القدرات الكفائية لدى التلاميذ في الإنشاء الكتابي. لذا، فقد استدعى الباحث هذا النموذج الديداكتيكي النفسي لتقوية هذه الوظائف لدى المتعلم ، وذلك في سياقها التعبيري والتواصلي. ¯ وظائف اللغة عند مـــوريس: ينطلق موريس (Morris) من البعد المنطقي في تحديداته التصنيفية لوظائف اللغة[6]، وقد تحدث عن الإنسان على أنه من جنس الحيوان. ومن ثم، فقد تحدث عن الكلام التعبيري الذي يتعلق بالتعبير عن مختلف الانفعالات والمشاعر والأحاسيس الوجدانية، وتحدث أيضا عن الكلام الإخباري الذي يتعلق بتبادل المعلومات والأخبار بين الأطراف المتكلمة، وأشار إلى الكلام الاستثماري أو الكلام الوظيفي الذي يتعلق باستثمار الكلام في ماهو جمالي ولعبي، وانتقل إلى الكلام التواصلي الذي يؤدي وظيفة حفاظية، ويعضد بنية التواصل بين الأطراف. ويشبه هذا التنظيم الوظائفي للكلام ما وضعه كارل بوهلر، وقد تأثر رومان جاكبسون كذلك بهذا النموذج في الستينيات من القرن العشرين، وخاصة فيما يتعلق بالوظيفة الحفاظية المرتبطة بالقناة. . ¯ وظائف اللغة عند رومان جاكبسون: يستند التواصل اللساني حسب رومان جاكبسون(Roman Jackobson) إلى ستة عناصر أساسية[7]، وهي: المرسل، والمرسل إليه، والرسالة، والقناة، والمرجع، واللغة. وللتوضيح أكثر، نقول: يرسل المرسل رسالة إلى المرسل إليه، حيث تتضمن هذه الرسالة موضوعا أو مرجعا معينا، وتكتب هذه الرسالة بلغة يفهمها كل من المرسل والمتلقي. ولكل رسالة قناة حافظة، كالظرف بالنسبة للرسالة الورقية، والأسلاك الموصلة بالنسبة للهاتف والكهرباء، والأنابيب بالنسبة للماء، واللغة بالنسبة لمعاني النص الإبداعي... ويعني هذا أن اللغة ذات بعد لساني وظيفي، وأن لها ستة عناصر، وست وظائف: المرسل ووظيفته انفعالية، والمرسل إليه ووظيفته تأثيرية، والرسالة ووظيفتها جمالية، والمرجع ووظيفته مرجعية، والقناة ووظيفتها حفاظية، واللغة ووظيفتها وصفية وتفسيرية. ومن ثم، فإن الذي وضع هذا النموذج اللساني الوظيفي التواصلي هو الباحث الروسي ذي الجنسية الأمريكية رومان جاكبسون ، وقد أثبته في كتابه:" اللسانيات والشعرية" سنة 1963م[8] ، حيث انطلق من مسلمة جوهرية ، وهي أن التواصل هو الوظيفة الأساسية للغة، وارتأى أن للغة ستة عناصر أساسية، ولكل عنصر وظيفة ما: - عناصر التواصل ووظائف اللغة- أرقام العناصر والوظائف عناصر التواصل مصدر التواصل الوظيفة 1 المرسل الرسالة انفعالية 2 الرسالة الرسالة شعرية 3 المرسل إليه الرسالة تأثيرية 4 القناة الرسالة حفاظية 5 المرجع الرسالة مرجعية 6 اللغة الرسالة وصفية وقد تأثر جاكبسون في هذه الخطاطة التواصلية بأعمال فرديناند دوسوسيرFerdinand. De Saussure ، والفيلسوف المنطقي اللغوي جون أوسطين John L. Austin. وعليه، فكثير من النصوص والخطابات والصور والمكالمات الهاتفية عبارة عن رسائل يرسلها المرسل إلى مرسل إليه، حيث يحول المتكلم رسالته إلى نسيج من الانفعالات والمشاعر والأحاسيس الذاتية، ويستخدم في ذلك ضمير المتكلم. ومن ثم، يتخذ المرسل بعدا ذاتيا قوامه التعبيرية الانفعالية. بمعنى أن الوظيفة الانفعالية التعبيرية هي التي تحدد العلائق الموجودة بين المرسل و الرسالة، وتحمل هذه الوظيفة في طياتها انفعالات ذاتية، وتتضمن قيما و مواقف عاطفية و مشاعر وإحساسات،يسقطها المتكلم على موضوع الرسالة المرجعي. أما المرسل إليه، فهو المخاطب الذي توجه إليه رسائل المتكلم بضمير المخاطب، بغية إقناعه أو التأثير عليه، أو إثارة انتباهه سلبا أو إيجابا. ومن هنا، فإن الوظيفة التأثيرية هي التي تقوم على تحديد العلاقات الموجودة بين المرسل والمتلقي، حيث يتم تحريض المتلقي، وإثارة انتباهه، وإيقاظه عبر الترغيب و الترهيب، وهذه الوظيفة ذاتية بامتياز، مادمت قائمة على الإقناع والتأثير.إذاً، يتحول الخطاب اللفظي أو غير اللفظي إلى رسالة ، وهذه الرسالة يتبادلها المرسل و المرسل إليه ، فيساهمان في تحقيق التواصل المعرفي و الجمالي، وهذه الرسالة مسننة بشفرة لغوية ، يفككها المستقبل، ويؤولها بلغته الواصفة. وتتجسد هذه الرسالة ذات الوظيفة الشاعرية أو الجمالية عن طريق إسقاط المحور الاستبدالي على المحور التأليفي، أو إسقاط محور الدلالة والمعجم على محور التركيب والنحو انزياحا أو معيارا. ويعني هذا أن الوظيفة الجمالية أو الشعرية هي التي تحدد العلائق الموجودة بين الرسالة و ذاتها، وتتحقق هذه الوظيفة أثناء إسقاط المحور الاختياري على المحور التركيبي، وكذلك عندما يتحقق الانتهاك و الانزياح المقصود بشكل من الأشكال. كما تهدف الرسالة عبر وسيط القناة إلى الحفاظ على التكلم، وعدم انقطاعه: (آلو....آلو...هل تسمعني جيدا؟....). أي: تهدف وظيفة القناة إلى تأكيد التواصل، واستمرارية الإبلاغ، وتثبيته أو إيقافه، والحفاظ على نبرة الحديث والكلام المتبادل بين الطرفين. زد على ذلك، فللغة وظيفة مرجعية، ترتكز على موضوع الرسالة باعتباره مرجعا وواقعا أساسيا، تعبر عنه تلك الرسالة. وهذه الوظيفة في الحقيقة موضوعية، لا وجود للذاتية فيها، نظرا لوجود الملاحظة الواقعية، والنقل الصحيح، والانعكاس المباشر.... وثمة وظيفة أخرى مرتبطة باللغة، وتسمى بالوظيفة الوصفية أو الوظيفة الميتالغوية القائمة على الشرح والوصف والتفسير والتأويل ، وتهدف هذه الوظيفة إلى تفكيك الشفرة اللغوية، بعد تسنينها من قبل المرسل. والهدف من السنن هو وصف الرسالة لغويا، وتأويلها وشرحها وفهمها، مع الاستعانة بالمعجم أو القواعد اللغوية و النحوية المشتركة بين المتكلم والمرسل إليه. ومن باب التنبيه، نحتكم ، هنا، إلى القيمة المهيمنة (La valeur dominante) كما حددها رومان جاكبسون،لأن نصا ما قد تغلب عليه وظيفة معينة دون أخرى، فكل الوظائف التي حددناها سالفا متمازجة، إذ قد نعاينها مختلطة بنسب متفاوتة في رسالة واحدة، حيث تكون الوظيفة الواحدة منها غالبة على الوظائف الأخرى حسب نمط الاتصال . ومن هنا، تهيمن الوظيفة الجمالية الشعرية على الشعر الغنائي. في حين، تهيمن الوظيفة التأثيرية على الخطبة ، وتهيمن الوظيفة الميتالغوية على النقد الأدبي، وتغلب الوظيفة المرجعية على النصوص التاريخية، وتهيمن الوظيفة الانفعالية على النصوص الشعرية الرومانسية، وتغلب الوظيفة الحفاظية على المكالمات الهاتفية. ¯ وظائف اللغة عند اللسانيين التداوليين: ينطلق أركان وبوربو (Arcand et Bourbeau ) في كتابهما:"التواصل الفعال، من المقصدية إلى وسائل التعبير" (1995م)[9] من مقاربة وظيفية تداولية مبنية على المقصدية، وليس الأساس عندهما هو القيمة المهيمنة، كما نجد ذلك واضحا عند رومان جاكبسون، بل المهم هو الوظيفة التداولية أو التواصلية. بمعنى أن السؤال ليس هو: ماهي الوظيفة المهيمنة في الإرسالية؟ بل السؤال المهم : لأي غرض استخدمت من أجله الإرسالية؟ ولأي هدف؟ وهنا، ينبغي تحديد المقاصد العامة والأساسية لكل مقطع تواصلي. ويميز الباحثان بين الوظائف ذات المقاصد المباشرة، والوظائف ذات المقاصد غير المباشرة. كما يتحدثان أيضا عن وظائف السبب، ووظائف النتيجة، ووظائف الوسيلة، ووظائف الهدف... هذا، ويقترح اللسانيون التداوليون بما فيهم سيمون ديك وأحمد المتوكل ، ضمن اللسانيات الوظيفية، مجموعة من الوظائف التركيبية والدلالية والتداولية، ومن بين هذه الوظائف التداولية التي تم التركيز عليها عند سيمون ديك (Simon Dik)، نذكر: وظيفة المبتدأ، ووظيفة الذيل، ووظيفة البؤرة، ووظيفة المحور. وأضاف الباحث المغربي أحمد المتوكل في كتابه:" اللسانيات الوظيفية" الوظيفة الخامسة[10]، وهي وظيفة المنادى. وتعد هذه الوظائف داخلية (البؤرة- المحور) من جهة، ووظائف خارجية (المبتدأ- الذيل- المنادى)[11] من جهة أخرى . هذا، وقد حدد هاليداي(Michael Halliday) سنة 1973م سبع وظائف للغة الإنسانية[12]، وهذه الوظائف هي: 1- الوظيفة الأداتية : تستعمل اللغة لتحقيق الرغبات والحاجيات، وتحصيل المصالح والمنافع، مثل: " أنا أريد". 2- الوظيفة التنظيمية: تستعمل اللغة للتأثير على سلوك الغير، وتعديله سلبا أو إيجابا، مثل: " افعل ما أقوله لك!". 3- الوظيفة التفاعلية: تستعمل اللغة من أجل الدخول في علاقة مع المحيط، مثل: " أنا وأنت". 4- الوظيفة الشخصية: تسمح اللغة لصاحبها من التعبير عن انفعالاته الشعورية واللاشعورية، والتعبير عن أحاسيسه ومشاعره الوجدانية والفردية، وتبيان ذوقه الشخصي، وخصوصياته الذاتية، مثل: " أنا-ها أنذا- إنه أنا..." 5- الوظيفة الخيالية: تساهم اللغة في بناء عوالم خيالية ممكنة، واستثمار اللغة في التخييل، وبناء التصورات الافتراضية والإبداعية، مثل:" تخيل أنه سيكون مثل هذا...- يمكن القول..." 6- الوظيفة الاستكشافية: تسمح اللغة بطرح الأسئلة والإشكاليات الاستكشافية والتوقعية من أجل بناء المعرفة، وتحصيل المعارف والعلوم، مثل: " لماذا هذا؟" 7- الوظيفة الإعلامية أو الإخبارية: تسمح بنقل المعلومات المختلفة، وتبليغها إلى الآخر، مثل: " يجب أن أقول لك..." وبعد ذلك، ينتقل هاليداي على غرار الإبستمولوجي التكويني جان بياجيه (Jean Piajet ) للتعامل مع الطفل لغويا، من خلال تحديد ثلاث مراحل أساسية يمر بها الطفل في أثناء اكتسابه للغة ، وهذه المراحل هي: 1- يكون الطفل، وذلك في المرحلة الأولى التي تمتد من الشهر الأول إلى الشهر الخامس عشر، متحكما في مجمل الوظائف الأساسية الخارجية عن مجال اللغة، فالمستوى الصوتي لا يتوافق مع المستوى الدلالي، والكلمات لا تتبين بشكل واضح. 2- تعد المرحلة الثانية، التي تمتد من الشهر السادس عشر إلى الشهر الثاني والعشرين، مرحلة تحول وانتقال نحو استعمال اللغة، كما يستعملها البالغون. وهنا، تقوم اللغة بأدوارها الوظيفية المتنوعة المستويات في شكل وظائف كبرى مؤثرة. 3- تشبه لغة الطفل لغة البالغ ، وذلك في المرحلة الثالثة التي تمتد من الشهر الثاني والعشرين إلى سن البلوغ ، وتظهر في هذه المرحلة ذاتها ثلاث وظائف جديدة: الوظيفة التفكيرية (fonction d’idéation)، والوظيفة العلائقية الشخصية (la function interpersonnelle)، والوظيفة النصية (la function de texture). ويعني هذا أن ثمة ثلاث وظائف لغوية كبرى، وهي: وظيفة التفكير القريبة من وظيفة التمثيل والمعرفة ، وتسمح بتكوين فكرة حول الذات والمحيط ، وذلك من خلال بلورة مجموعة من التجارب الذاتية والموضوعية، وتتخذ هذه الوظيفة صيغة منطقية. ومن ثم، تنقل لنا جمل هذه الوظيفة معظم تجارب الذات في شكل أحداث وعلاقات وحالات وظروف وأشياء... والوظيفة العلائقية التي تتحكم في مجل الوظائف التأثيرية والانفعالية والتعبيرية ، وتساهم في تكوين الآراء. بمعنى أن هذه الوظيفة قائمة على استحضار المرسل والمرسل إليه، ورصد مختلف العلاقات الشخصية الموجودة بينهما، وتبيان صيغ التعبير كالأمر، والنداء، والرجاء، والالتماس.... أما الوظيفة الثالثة، وهي الوظيفة النصية، فتحيل على إنتاج النص بواسطة مجموعة من الروابط والوسائل اللغوية، بغية تحقيق اتساق النص، وتماسكه، وانسجامه. ¯ وظائف اللغة من خلال المنظور الفلسفي: يذهب مجموعة من اللسانيين إلى أن اللغة وظيفتها التواصل، كما هو حال فرديناند دو سوسير الذي يرى في كتابه: " محاضرات في اللسانيات العامة" (1916) أن اللغة نسق من العلامات والإشارات، هدفها التواصل، حينما يتحد الدال مع المدلول بنيويا وعضويا، أو حين تتقاطع الصورة السمعية (الدال) مع المفهوم الذهني(المدلول)[13]. وهو المفهوم نفسه الذي كان يرمي إليه تقريبا ابن جني في كتابه " الخصائص" عندما عرف اللغة بأنها: " أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم"[14]. ويعرف أندري مارتيني André Martinet اللغة بأنها عبارة عن تمفصل مزدوج، وظيفته التواصل. ويعني هذا أنه يمكن تقسيم اللغة إلى تمفصلين: تمفصل أول، وهو المونيمات( الكلمات)، وتنقسم المونيمات بدورها إلى تمفصل ثان، وهو الفونيمات(أصوات) والمورفيمات( مقاطع صرفية). ولكن لا يمكن تقسيم الأصوات إلى وحدات لغوية أخرى؛ لأن الصوت أصغر وحدة جزئية لاتتجزأ، وعندها تنتهي الكلمة. وإذا جمعنا الفونيمات بعضها ببعض، كونا بذلك مونيمات. وإذا جمعنا الكلمات مع بعضها البعض، كونا جملا. وإذا جمعنا الجمل بين بعضها البعض، كونا الفقرات والمتواليات. وتكون الفقرات بدورها ما يسمى النص اتساقا وانسجاما. وتبعا لذلك، يكون النص- من خلال عمليات التأليف والاستبدال- ما يسمى باللغة. ومن ثم، فمن أهم أهدافها الأساسية والبارزة وظيفة التواصل[15]. وعلى أي حال، إذا كان الوظيفيون يرون أن اللغة واضحة ، تؤدي وظيفة التواصل الشفاف بين المتكلم والمستمع، فإن أزوالد دوكرو (Oswald Ducrot) يرى أن اللغة ليست دائما لغة تواصل واضح وشفاف، بل هي لغة إضمار وغموض وإخفاء. ويعني هذا أن الفرد قد يوظف اللغة كلعبة اجتماعية للتمويه، والتخفية، وإضمار النوايا والمقاصد. وقد يكون هذا الإضمار اللغوي ناتجا عن أسباب دينية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، ونفسية، وأخلاقية. فمثلا، لا يستعمل مهرب المخدرات اسم مهرباته بطريقة مباشرة، بل يستعمل الرموز للإخفاء، كأن يقول لصديقه: هل وصلت الحناء ؟ كما يستعمل أسلوب الأمر في الشريعة الإسلامية للوجوب، والدعاء، والندب، وهذا يعني أن اللغة فيها أوجه دلالية عدة؛ مما يزيد من غموضها، وعدم شفافيتها التواصلية[16]. ومن جهة أخرى، يذهب رولان بارت (Roland Barthes ) بعيدا في تعامله مع وظيفة اللغة ، حينما يعتبر اللغة بعيدة كل البعد عن التواصل، ويجعلها لغة سلطة، ومصدرها السلطة. ويعني هذا أن الإنسان عبد للغة، ومتحرر منها في الوقت نفسه. فعندما يتحدث المتكلم لغة أجنبية، فهو خاضع لقواعدها وتراكبيها، وخاضع أيضا لمنظومتها الثقافية والحضارية والقيمية. وفي الوقت نفسه، يشغل هذه اللغة كيفما يشاء، ويطوعها جماليا وفنيا. وللتمثيل، فلقد تحكمت اللغة الفرنسية كثيرا في الشعب الجزائري لمدة طويلة؛ مما أخضعته لقواعدها التركيبية، وسننها اللساني والثقافي والكينوني. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نجد مجموعة من الأدباء الجزائريين ، بقدر ما هم خاضعون لهذه اللغة الأجنبية، يتخذونها سلاحا لهم بكل حرية للتنديد بالاستعمار الفرنسي، ونقده نقدا شنيعا، والهجوم عليه بشكل عنيف ومقرع، عن طريق تطويع تلك اللغة لخدمة الذات الجزائرية بشكل من الأشكال ، وخدمة مصالحها المحلية والوطنية والقومية. ومن جهة أخرى، فقد تلتجئ السلطة الحاكمة إلى فرض اللغة التي تناسبها، من أجل تثبيت سيطرتها السياسية، وتقوية منظومتها الإيديولوجية، وتعضيد مصالحها الاقتصادية ، إذ تفرض كل طبقة حاكمة لغتها بالقوة والاقتصاد، كما أن اللغة هي التي تمنح الفئة الحاكمة السلطة السياسية، ثم تقويها بالشرعية القانونية والدينية[17]. وهكذا، نستنتج بأن اللغة قد تكون أداة للتواصل الشفاف، كما يمكنها أن تكون لغة للإضمار والتمويه والإخفاء، كما يمكن أن تكون أداة للسلطة من جهة، وتكون سلطة قمعية فعلية من جهة أخرى. ¯ ترنس هوكس والوظيفـــة البصرية أو الأيقونية: هناك من الدارسين والباحثين ، ولاسيما السيميائيين منهم، من يزيد الوظيفة السابعة إلى الخطاب اللساني، وهي الوظيفة الأيقونية[18]، وذلك بعد ظهور كتابات جاك دريدا ( J . Derrida) الاختلافية القائمة على أهمية الكتابة بالمقارنة مع الدال الصوتي، وانبثاق السيميوطيقا التواصلية والبصرية. وتسمى هذه الوظيفة السابعة بالوظيفة البصرية أو الأيقونية ، كما نجد ذلك جليا في تصورات ترنس هاوكس[19] النظرية. وتهدف هذه الوظيفة إلى تفسير دلالة الأشكال البصرية و الألوان والخطوط الأيقونية، وذلك بغية البحث عن المماثلة أو المشابهة بين العلامات البصرية ومرجعها الإحالي. بمعنى أن جميع المنتجات البصرية والأيقونية والصور التشكيلية تحمل في طياتها وظيفة بصرية أو كاليغرافية أو أيقونية بشكل من الأشكال. ¯ وظائف اللغة حسب لويس هيبير: ثمة وظائف لغوية أخرى يشير إليها لويس هيبير(Louis Hébert) في مقاله:"وظائف اللغة"[20]، ونستحضر من بين هذه الوظائف: الوظيفة المعرفية، والوظيفة التمثيلية، والوظيفة التعيينية، والوظيفية الإخبارية أو الإعلامية، والوظيفة التعبيرية، والوظيفة الأمرية ، والوظيفة العلائقية ، والوظيفة الاتصالية، والوظيفة الميتاسيميائية، والوظيفة الإستيطيقية، والوظيفة البلاغية… ¯ وظائف السارد حسب جيرار جنيت: لم يهتم جيرار جنيت (GENETTE) بوظائف اللغة، ولكنه اهتم بوظائف السارد على مستوى الخطاب السردي، وذلك في كتابه:" صور 3"[21]، وقد حصر وظائف السارد في خمس وظائف محورية، وهي الوظيفة السردية، وظيفة التنسيق القائمة على توزيع الأدوار الحكائية بين السراد والشخصيات من جهة، وتنظيم السرد والحوار من جهة أخرى، والوظيفة الإبلاغية أو التواصلية التي تتحقق من خلال تواصل الراوي والمروي له، والوظيفة الإشهادية التي تتمثل في نقل الواقع بصدق وأمانة وحرفية واقعية.بمعنى أن السارد يقدم – هنا- شهادة صادقة وأمينة حول الواقع، وذلك ضمن ما يسمى بنظرية إلإيهام بالواقعية، والوظيفة الإيديولوجية التي تتمثل في تقديم رسالة تعليمية ما، أو الدفاع عن أطروحة إيديولوجية ما. ومن ناحية أخرى، فقد حدد جيرار جنيت أربع وظائف للعنوان في كتابه:" العتبات/ Seuils"، باعتباره نصا موازيا مرافقا، أو عتبة أساسية تحيط بالنص خارجيا وداخليا، وهذه الوظائف الأربع هي: الإغراء، والإيحاء، والوصف، والتعيين[22]. ¯عبد الله الغذامي والوظيفة النسقية: يرى الناقد السعودي عبد الله الغذامي في كتابه:" النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية " أنه لابد من ربط النقد الثقافي بالنسقية[23]، فإذا كان رومان جاكبسون قد حدد ست وظائف لستة عناصر: الوظيفة الجمالية للرسالة، والوظيفة الانفعالية للمرسل، والوظيفة التأثيرية للمتلقي، والوظيفة المرجعية للمرجع، والوظيفة الحفاظية للقناة، والوظيفة الوصفية للغة. فقد حان الوقت لإضافة الوظيفة النسقية للعنصر النسقي[24]. بمعنى أن النقد الثقافي يهتم بالمضمر في النصوص والخطابات الرسمية وغير الرسمية، ويستقصي اللاوعي النصي، وينتقل دلاليا من الدلالات الحرفية والتضمينية إلى الدلالات النسقية. ويعني كل هذا أن النقد الثقافي يستند إلى ثلاث دلالات: الدلالة المباشرة الحرفية، والدلالة الإيحائية المجازية الرمزية، والدلالة النسقية الثقافية. و" إذا قبلنا – يقول عبد الله الغذامي- بإضافة عنصر سابع إلى عناصر الرسالة الستة، وسميناه بالعنصر النسقي، فهو سيصبح المولد للدلالة النسقية، وحاجتنا إلى الدلالة النسقية هي لب القضية، إذ إن ما نعهده من دلالات لغوية لم تعد كافية لكشف كل ماتخبئه اللغة من مخزون دلالي، ولدينا الدلالة الصريحة التي هي الدلالة المعهودة في التداول اللغوي، وفي الأدب وصل النقد إلى مفهوم الدلالة الضمنية، فيما نحن هنا نقول بنوع مختلف من الدلالة هي الدلالة النسقية، وستكون نوعا ثالثا يضاف إلى الدلالات تلك. والدلالة النسقية هي قيمة نحوية ونصوصية مخبوءة في المضمر النصي في الخطاب اللغوي. ونحن نسلم بوجود الدلالتين الصريحة والضمنية، وكونهما ضمن حدود الوعي المباشر، كما في الصريحة، أو الوعي النقدي، كما في الضمنية، أما الدلالة النسقية فهي في المضمر، وليست في الوعي، وتحتاج إلى أدوات نقدية مدققة تأخذ بمبدإ النقد الثقافي لكي تكتشفها، ولكي تكتمل منظومة النظر والإجراء."[25]. وما يهمنا في هذه الدلالات الثلاث هي الدلالة الثقافية الرمزية التي تكتشف على مستوى الباطن والمضمر، فتصبح أهم من الدلالتين السابقتين: الحرفية والجمالية. وهكذا، نجد أن عبد الله الغذامي يضيف الوظيفة السابعة إلى النظام التواصلى الموجود عند رومان جاكبسون، وهي الوظيفة النسقية الخاصة بعنصر النسق الثقافي، بينما هناك من السيميائيين من يضيف الوظيفة الأيقونية إلى هذا النظام التواصلي الجاكبسوني. خلاصـــة تركيبيـــة: وخلاصة القول: يتبين لنا، مما سبق ذكره، بأن اللغة عبارة عن نظام من العلامات والرموز والإشارات والأيقونات، وظيفتها البارزة هي التواصل. وقد تأكد لنا ، بكل وضوح وجلاء، بأن الحديث عن وظائف اللغة وصفا وتصنيفا وتنميطا، قد بدأ في الحقيقة في أحضان مدرسة براغ والمدرسة اللسانية البنيوية الوظيفية على حد سواء، وتوسع هذا الاهتمام مع المدارس اللسانية الأخرى كالتوليدية التحويلية والتداوليات الوظيفية. ومن ثم، يمكن الحديث عن مجموعة من المنظورات والنظريات التي اهتمت بشكل من الأشكال بوظائف اللغة، كالمنظور الفلسفي، والمنظور اللساني، والمنظور السيميائي، والمنظور النفسي، والمنظور التداولي، والمنظور السردي، والمنظور الإعلامي، والمنظور التواصلي، والمنظور التربوي، والمنظور الثقافي، والمنظور الأنتروبولوجي... الهوامش: 1-A regarder: Ferdinand de Saussure : Cours de linguistique générale, Payot, Paris, 2005. 2- Jean Dubois et autres : Dictionnaire de linguistique, Larousse, Paris, 1991, p : 388. 3-BüHLER, K. Spraschtheorie: die Darstellungsfunktion der Sprache, Jena, Fischer, 1934. 4-MALINOWSKI, B. The problem of meaning in primitive languages, Supplement 1 in C.K. Ogden & I.A. Richards (eds), The Meaning of Meaning, International Library of Philosophy, Psychology and Scientific Method, London, Kegan Paul, 1923. 5- BRITTON, J. Language and Learning, Harmondsworth, Penguin, 1970. 6- MORRIS, D. The Naked Ape, London, Jonathan Cape, 1967. 7- JAKOBSON, R. Essais de linguistique générale, Paris, Éditions de Minuit, 1963. 8-JAKOBSON, R. : « Linguistique et poétique », Essais de linguistique générale, Paris, Minuit, 1963, p. 209-248. 9- ARCAND, R. et N. BOURBEAU : La communication efficace. De l'intention aux moyens d'expression, Anjou (Québec), CEC.1995. 10- د.أحمد المتوكل: اللسانيات الوظيفية، دار الكتاب الجديد، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، سنة 1987م، ص:250-252. 13- د.حافظ إسماعيلي العلوي: اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة،دار الكتاب الجديدالمتحدة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2009من ص:373-374. 14-Halliday, M.A.K.: Explorations in the functions of language, London, Edward Arnold1973. 15- فرديناند دو سوسير: محاضرات في علم اللسان العام، ترجمة: عبد القادر قنيني، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1987م، صص:142-143. 16 - انظر: ابن جني: الخصائص، عالم الكتب للطبع والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، طبعة 2006م. 17 -André Martinet : Éléments de linguistique générale, Paris, Armand Colin, 1960. 18 - O.Ducrot : Dire et ne pas dire, Hermann, 1972, pp : 1-6. 19- Roland Barthes: Leçon, Éditions du Seuil, Paris, 1978,12-15. 20 - ترنس هوكز: البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة مجيد الماشطة، الطبعة الأولى سنة1996، بغداد ، العراق، ص:114. 21 - ترنس هوكس: (مدخل إلى السيمياء) ، مجلة بيت الحكمة،المغرب، العدد5، السنة الثانية، سنة 1987م، ص:120. 22- Louis Hébert:( Les fonctions du langage), site Signo, http://www.signosemio.com/jakobson/fonctions-du-langage.asp. 23- GENETTE, G. : Figures III, Paris, Seuil.1972. 24- انظر: د.حميل حمداوي: (السيميوطيقا والعنونة)، مجلة عالم الفكر، المجلد 25، العدد3، يناير/مارس، سنة 1997م، ص:106. 25- د.عبد الله الغذامي: النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان ، الطبعة الأولى سنة 2000م. 26- د.عبد الله محمد الغذامي ودعبد النبي اصطيف: د.عبد الله محمد الغذامي ودعبد النبي اصطيف: نقد ثقافي أم نقد أدبي، دار الفكر، دمشق، سورية، الطبعة الأولى سنة 2004م، ،ص:24. 27- د.عبد الله محمد الغذامي ود.عبد النبي اصطيف: نفسه، ص:26-27. [1] -A regarder: Ferdinand de Saussure : Cours de linguistique générale, Payot, Paris, 2005. [2] - Jean Dubois et autres : Dictionnaire de linguistique, Larousse, Paris, 1991, p : 388. [3] -BüHLER, K. Spraschtheorie: die Darstellungsfunktion der Sprache, Jena, Fischer, 1934. [4]-MALINOWSKI, B. The problem of meaning in primitive languages, Supplement 1 in C.K. Ogden & I.A. Richards (eds), The Meaning of Meaning, International Library of Philosophy, Psychology and Scientific Method, London, Kegan Paul, 1923. [5] - BRITTON, J. Language and Learning, Harmondsworth, Penguin, 1970. [6]- MORRIS, D. The Naked Ape, London, Jonathan Cape, 1967. [7] - JAKOBSON, R. Essais de linguistique générale, Paris, Éditions de Minuit, 1963. [8]-JAKOBSON, R. : « Linguistique et poétique », Essais de linguistique générale, Paris, Minuit, 1963, p. 209-248. [9]- ARCAND, R. et N. BOURBEAU : La communication efficace. De l'intention aux moyens d'expression, Anjou (Québec), CEC.1995. [10] - د.أحمد المتوكل: اللسانيات الوظيفية، دار الكتاب الجديد، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، سنة 1987م، ص:250-252. [11] - د.حافظ إسماعيلي العلوي: اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة،دار الكتاب الجديدالمتحدة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2009من ص:373-374. [12]-Halliday, M.A.K.: Explorations in the functions of language, London, Edward Arnold1973. [13] - فرديناند دو سوسير: محاضرات في علم اللسان العام، ترجمة: عبد القادر قنيني، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، الطبعة الأولى سنة 1987م، صص:142-143. [14] - انظر: ابن جني: الخصائص، عالم الكتب للطبع والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، طبعة 2006م. [15] -André Martinet : Éléments de linguistique générale, Paris, Armand Colin, 1960. [16] - O.Ducrot : Dire et ne pas dire, Hermann, 1972, pp : 1-6. [17]- Roland Barthes: Leçon, Éditions du Seuil, Paris, 1978,12-15. [18] - ترنس هوكز: البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة مجيد الماشطة، الطبعة الأولى سنة1996، بغداد ، العراق، ص:114. [19] - ترنس هوكس: (مدخل إلى السيمياء) ، مجلة بيت الحكمة،المغرب، العدد5، السنة الثانية، سنة 1987م، ص:120. [20] - Louis Hébert:( Les fonctions du langage), site Signo, http://www.signosemio.com/jakobson/fonctions-du-langage.asp. [21]- GENETTE, G. : Figures III, Paris, Seuil.1972. [22] - انظر: د.حميل حمداوي: (السيميوطيقا والعنونة)، مجلة عالم الفكر، المجلد 25، العدد3، يناير/مارس، سنة 1997م، ص:106. [23] - د.عبد الله الغذامي: النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان ، الطبعة الأولى سنة 2000م. [24] - د.عبد الله محمد الغذامي ودعبد النبي اصطيف: د.عبد الله محمد الغذامي ودعبد النبي اصطيف: نقد ثقافي أم نقد أدبي، دار الفكر، دمشق، سورية، الطبعة الأولى سنة 2004م، ،ص:24. [25] - د.عبد الله محمد الغذامي ود.عبد النبي اصطيف: نفسه، ص:26-27.

No comments:

Post a Comment